يختلف القلم.. لكن يد الكاتبين لها نفس السمرة
صفحة 1 من اصل 1
يختلف القلم.. لكن يد الكاتبين لها نفس السمرة
صادقت أمل دنقل زمنا قصيرا وأنا مازلت بعد عودا أخضر, وذلك بين عامي72 و74. وبعدها بسنين زارني يحيي الطاهر عبد الله في حجرتي الصغيرة بحي الروضة في صحبة بعض من اصدقائي, وانفجر فجأة في وعيي بشخصيته الطفولية الجارحة, وطاقة الإبداع المتواترة التي كانت تجعله غير قادر علي المكوث في مكان واحد.
علي العكس منه, كان أمل هادئا, علي الاقل علي السطح, خفيض الصوت قليل الكلام, وحتي إن جرح وخمش لا يخرج عن هدوئه.
وكان الاثنان توءمين من حيث العمر ومسقط الرأس, وحياة الصعلكة التي كانا يمارسانها كل بطريقته.
وربما لا يعلم الكثيرون أنه قبل مجيئهما الي القاهرة, عاش أمل ويحيي معا في حجرة فوق السطح بمدينة قنا, وكان ثالثهما عبد الرحمن الأبنودي ـ كتب الله له الشفاء والعافية.
كان كل من هؤلاء الثلاثة نفسا جديدا في الادب, وكل منهم بالطبع يحتاج ويستحق مقالة او مقالات منفصلة, لكنني اخترت ان اكتب عن أمل دنقل ويحيي الطاهر عبد الله مجتمعين, لما أراه فيهما من وشائج تتخطي ذكري الرحيل, وربما كان رحيلهما نفسه علامة علي توءمة ما: فيحيي رحل في9 ابريل1981 في عامه الحادي والأربعين, ولحق به امل وهو في الحادية والاربعين ايضا في5 مايو1983.
اما الوشيجة العميقة موضوع هذه المقالة فهي تبادلهما لوظيفة الشعر والقص, فيحيي كان يحكي باحتفاء شديد باللغة, كأنه جواهرجي لغة فصارت لغة السرد عنده غاية في ذاتها بقدر ما هي وسيط أو اداة, أما دنقل فكان يقص علينا في الكثير من قصائده حكايات من حياة كل يوم أو من مشاهداته الحياتية, وسيتبين هذا لك حين تقرأ مختارات انتقيتها من عمل الكاتبين لا تطمع بالطبع في أن تمثل اديبين شديدي الثراء جمي الابداع, ولكنها نفحة من عطرهما آمل ان تأتي مدللة علي ما بسطته من رؤية, أما من حيث جمالها الادبي فأنا علي يقين أنها ستمتعك.
ومن بين النماذج مرثية كتبها أمل عند رحيل يحيي اولها:
ليت أسماء تعلم ان أباها صعد وهي بعنوان وجه وأسماء هي ابنة يحيي الطاهر عبد الله, التي كانت طفلة صغيرة في ذلك الوقت, وهي الآن شابة ما شاء الله وفنانة تعمل في مجال التمثيل. والمرثية مقطع من قصيدة مركبة بعنوان الجنوبي يتحدث فيها أمل عن بعض اصدقائه الجنوبيين مثله, أي الصعايدة, كل في قصيدة او مقطع بعنوان وجـه.
وستري معي كيف يتلاقي امل مع يحيي ادبيا رغم تميز وخصوصية كل منهما الشديدة, عندما تقرأ قصة يحيي ـ الموردة هنا ــ عن الصعيدي الذي هده التعب فنام تحت حائط الجامع القديم وبعدها أو قبلها مقطعا في الجنوبي عن نفس الموضوع, فيتراءي لك كيف أن القلم يختلف ولكن اليد الممسكة به لها نفس السمرة, وترتعش بنفس الحنين.
علي العكس منه, كان أمل هادئا, علي الاقل علي السطح, خفيض الصوت قليل الكلام, وحتي إن جرح وخمش لا يخرج عن هدوئه.
وكان الاثنان توءمين من حيث العمر ومسقط الرأس, وحياة الصعلكة التي كانا يمارسانها كل بطريقته.
وربما لا يعلم الكثيرون أنه قبل مجيئهما الي القاهرة, عاش أمل ويحيي معا في حجرة فوق السطح بمدينة قنا, وكان ثالثهما عبد الرحمن الأبنودي ـ كتب الله له الشفاء والعافية.
كان كل من هؤلاء الثلاثة نفسا جديدا في الادب, وكل منهم بالطبع يحتاج ويستحق مقالة او مقالات منفصلة, لكنني اخترت ان اكتب عن أمل دنقل ويحيي الطاهر عبد الله مجتمعين, لما أراه فيهما من وشائج تتخطي ذكري الرحيل, وربما كان رحيلهما نفسه علامة علي توءمة ما: فيحيي رحل في9 ابريل1981 في عامه الحادي والأربعين, ولحق به امل وهو في الحادية والاربعين ايضا في5 مايو1983.
اما الوشيجة العميقة موضوع هذه المقالة فهي تبادلهما لوظيفة الشعر والقص, فيحيي كان يحكي باحتفاء شديد باللغة, كأنه جواهرجي لغة فصارت لغة السرد عنده غاية في ذاتها بقدر ما هي وسيط أو اداة, أما دنقل فكان يقص علينا في الكثير من قصائده حكايات من حياة كل يوم أو من مشاهداته الحياتية, وسيتبين هذا لك حين تقرأ مختارات انتقيتها من عمل الكاتبين لا تطمع بالطبع في أن تمثل اديبين شديدي الثراء جمي الابداع, ولكنها نفحة من عطرهما آمل ان تأتي مدللة علي ما بسطته من رؤية, أما من حيث جمالها الادبي فأنا علي يقين أنها ستمتعك.
ومن بين النماذج مرثية كتبها أمل عند رحيل يحيي اولها:
ليت أسماء تعلم ان أباها صعد وهي بعنوان وجه وأسماء هي ابنة يحيي الطاهر عبد الله, التي كانت طفلة صغيرة في ذلك الوقت, وهي الآن شابة ما شاء الله وفنانة تعمل في مجال التمثيل. والمرثية مقطع من قصيدة مركبة بعنوان الجنوبي يتحدث فيها أمل عن بعض اصدقائه الجنوبيين مثله, أي الصعايدة, كل في قصيدة او مقطع بعنوان وجـه.
وستري معي كيف يتلاقي امل مع يحيي ادبيا رغم تميز وخصوصية كل منهما الشديدة, عندما تقرأ قصة يحيي ـ الموردة هنا ــ عن الصعيدي الذي هده التعب فنام تحت حائط الجامع القديم وبعدها أو قبلها مقطعا في الجنوبي عن نفس الموضوع, فيتراءي لك كيف أن القلم يختلف ولكن اليد الممسكة به لها نفس السمرة, وترتعش بنفس الحنين.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى