الأهمية الاستراتيجية للبصرة، وابعاد الصراع عليها
صفحة 1 من اصل 1
الأهمية الاستراتيجية للبصرة، وابعاد الصراع عليها
مدينة البصرة التي تقع على سواحل الخليج هي بوابة العراق البحرية الوحيدة وهي مركز محافظة البصرة وثاني اكبر مدينة عراقية من حيث عدد السكان بعد العاصمة بغداد. ويبلغ عدد سكانها اكثر من 2.6 مليون نسمة حسب احصاء عام 2003.
والبصرة هي المنفذ البحري الوحيد للعراق الذي تخرج منه أغلب الصادرات العراقية من النفط ويتم عبره استيراد نسبة كبيرة من واردات العراق.
وفيها ايضا اكبر حقول النفط العراقية مثل حقل الرميلة الذي يعتبر من اكبر واهم الحقول النفطية في العالم.
كما تقع المدينة على شط العرب ملتقى نهري الفرات ودجلة عند القرنة شمالي البصرة.
وكانت المدينة قد شهدت معارك كبيرة ابان الحرب العراقية الايرانية التي دامت ثمانية اعوام وتعرضت حقولها النفطية الي دمار كبير، كما قامت القوات الايرانية بإغلاق مرفأ البصرة العراقي، مما اضطر العراق الى استخدام المرافىء الكويتية.
البصرة بعد 2003
بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 واسقاط نظام حكم صدام حسين، تولت القوات البريطانية مسؤولية الامن في محافظة البصرة الى جانب مدن عراقية اخرى في الجنوب.
شهدت المدينة عددا من المواجهات المسلحة بين القوات البريطانية والمسلحين في المدينة وخاصة عناصر جيش المهدي الى ان انسحبت من المدينة خلال العام الفائت وتمركزت في قاعدة القصر الواقعة على شط العرب.
لكنها بقيت تتعرض لهجمات المسلحين اثناء مرور قوافلها في شوارع المدينة لتأمين الامدادات لقواتها، فتعالت الاصوات المنادية بانسحابها من قاعدة القصر في كل من بريطانيا والعراق لانها لم تعد تتولى أي مهام داخل المدينة.
سلمت القوات البريطانية الملف الامني في البصرة الى الحكومة العراقية بشكل رسمي اواسط ديسمبر/ كانون الثاني من العام الماضي وتمركزت في قاعدة المطار الواقعة على بعد 25 كم من مدينة البصرة.
صراع على النفوذ
وفي اعقاب ذلك برز الى السطح التنافس الذي كان يجري تحت السطح بين التيارات الشيعية المتصارعة للسيطرة على المحافظة ذات الموارد الكبيرة وخاصة النفط.
كما انتشرت المليشيات التي فرضت سطوتها على المدينة وفرضت قوانيها حيث اجبرت النساء على التحجب وقتلت العشرات منهن بحجة خروجهن على الشرع.
صراع على الموارد
تتصارع مختلف القوى السياسية الى جانب عصابات الجريمة المنظمة للسيطرة على الموارد الضخمة في المدينة وفرض الاتاوات على مختلف النشاطات التجارية وانتاج وتصدير النفط.
وتقدر بعض الاوساط ان عوائد عمليات تهريب النفط تتجاوز مئات الملايين من الدولارات سنويا وتتقاسمها مختلف المليشيات والاطراف السياسية مما يوفر لها مصدر تمويل لتعزير نفوذها ونشاطاتها.
يتنافس على النفوذ في محافظة البصرة أحزاب إسلامية شيعية هي: حزب الفضيلة الذي له اغلبية في مجلس المحافظة وينتمي اليه المحافط محمد الوائلي، والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، والمجلس الاسلامي الاعلى في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم .
ويسعى التيار الصدري والمجلس الاسلامي الاعلي الذي يسيطر على عدد من الاجهزة الامنية في المدينة والمرفأ الى ازاحة الوائلي من منصبه منذ مدة طويلة لكنهما فشلا حتى الان.
ويقول التيار الصدري ان الحملة الحالية ضده اتباعه تهدف الى منعه من المشاركة الفاعلة في الانتخابات المحلية المقبلة ومنعه من السيطرة على مجالس عدد لا يستهان به من مدن جنوب العراق ومن بينها البصرة حيث قاطع التيار الانتخابات الماضية مما ادى الى سيطرة انصار الحكيم والفضيلة على مدن جنوب العراق.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى